يعتزم حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في فرنسا حرمان مزدوجي الجنسية من شغل “مناصب حساسة للغاية” سيتم تحديد قائمتها “بموجب مرسوم”، حسبما أعلن أحد نوابه الإثنين 24 جوان 2024.

وقال النائب سيباستيان شينو لقناة “TF1” إن الحظر سيشمل “وظائف حساسة للغاية، مثل شغل الأشخاص الذين يحملون جنسية مزدوجة روسية لمناصب إدارية استراتيجية في الدفاع”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة الوظائف المعنية. 

إما أن تكون فرنسيا أو لست فرنسيا..

وسيستند إجراء الحظر هذا على “قانون تنظيمي ومرسوم لمنع التدخلات” لأن الأمر يتعلق بـ”حماية الذات” في “القطاعات الحساسة”، بحسب شينو، الذي أضاف: “ما نأخذه في الاعتبار هو الجنسية: إما أن تكون فرنسيا أو لست فرنسيا. عندما تكون فرنسيا، فإنك تتمتع بالحقوق نفسها مثل أي فرنسي، حتى إن أصبحت فرنسيا عبر التجنيس”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أنه في حال فوز حزب اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية المبكرة في مطلع جويلية “فمن المحتمل أن يصبح الحصول على الجنسية الفرنسية أقل سهولة”.

وأكد أن حاملي الجنسية المزدوجة سيتمتعون بالحقوق نفسها، على عكس ما اقترحه التجمع الوطني في 2022. موضحا: “عندما تكون فرنسيا من هذا الأصل أو ذاك، فأنت فرنسي وبالطبع لديك الحقوق نفسها مثل أي فرنسي”.

وحاليا، يحظر على الرعايا الأجانب شغل بعض الوظائف في القطاع العام، باستثناء أطباء المستشفيات والأساتذة الباحثين.

بارديلا: الاعتراف اليوم بدولة فلسطينية يعني الاعتراف بالإرهاب

من جهة أخرى، قال زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا الإثنين 24 جوان 2024 إنه يعارض راهنا الاعتراف بدولة فلسطينية معتبرا أن ذلك يعني “الاعتراف بالإرهاب” بعد هجمات حركة حماس غير المسبوقة داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي: “أنا لا أقول إن ذلك يجب ألا يكون احتمالا في المستقبل، لكن الاعتراف الآن بدولة فلسطينية سيعني الاعتراف بالإرهاب. سيعني ذلك إضفاء شرعية سياسية على منظمة ينص ميثاقها على تدمير دولة إسرائيل” في إشارة إلى حماس.

اليمين المتطرف يتصدر الاستطلاعات في آخر أسبوع من الحملة

ويدخل اليمين المتطرف الشوط الأخير من حملة الانتخابات التشريعية الفرنسية متصدرا استطلاعات الرأي ويضغط للحصول على الغالبية المطلقة، قبل أيام من الجولة الأولى، يليه اليسار ومن ثم وبفارق كبير المعسكر الرئاسي الذي يتراجع. 

وسيحصل حزب “التجمع الوطني” (اليمين المتطرف) وحلفاؤه، وبينهم إيريك سيوتي رئيس حزب “الجمهوريون” (اليمين التقليدي)، على ما بين 35,5 و36 بالمائة من الأصوات، حسب استطلاع أجراه معهد “إيلاب” لصحيفة “لا تريبون” وآخر أجراه معهد “إيبسوس” لصحيفة “لو باريزيان” وإذاعة راديو فرنسا. 

ويتقدم بذلك على “الجبهة الشعبية الجديدة”، وهو تحالف من الأحزاب اليسارية (27 إلى 29,5 بالمائة)، وعلى معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون (19,5 إلى 20 بالمائة).

ميلنشون: بارديلا هو ماكرون مع طلاء من العنصرية

وعلى عتبة الأسبوع الثاني والأخير من الحملة، يسعى رئيس “التجمع الوطني” جوردان بارديلا لاستخدام ورقة التهدئة، طارحا نفسه في موقع الشخصية القادرة على جمع الفرنسيين، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “لو جورنال دو ديمانش”.

وقال: “أريد مصالحة الفرنسيين وأن أكون رئيس الوزراء لجميع الفرنسيين بلا أي تمييز”، مرددا أنه لن يقبل بتولي المنصب إن لم يحصل على الغالبية المطلقة في الانتخابات التشريعية. وفي حال تحقق ذلك، تعهد بأن يكون “رئيس وزراء للجميع، بما في ذلك من لم يصوتوا لي”، واعدا “باحترام جميع الفرنسيين، كائنا من كانوا ومن أينما أتوا”.

ومع اشتداد الحملة يركز بارديلا انتقاداته على زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون الذي يعتبره خصمه لرئاسة الوزراء، فيحذر من “خطر اليسار الأكثر تطرفا والأكثر تعصبا”.

في المقابل، رفض ميلنشون زعيم حزب “فرنسا الأبية” أن “يزيح نفسه أو يفرض نفسه” رئيسا للوزراء في حال فوز اليسار بالدورة الثانية من الانتخابات في 7 جويلية.

وقال: “بارديلا هو ماكرون مع طلاء من العنصرية”، مؤكدا أن الرئيس “يخوض حملة حتى يكون لديه رئيس وزراء من التجمع الوطني… يقضي وقته في مهاجمتنا”.

المعسكر الرئاسي يدعو إلى “يقظة جمهورية”

في هذه الأثناء، يتواصل انهيار شعبية ماكرون في استطلاعات الرأي ولو أنها لم تتراجع إلى أدنى مستوى بلغته خلال أزمة “السترات الصفراء” عام 2018. وتدنى التأييد للرئيس إلى 28 بالمائة بتراجع 4 نقاط بحسب استطلاع معهد إيبسوس.

وسجل المنحى ذاته في استطلاع أجراه معهد “إيفوب” لحساب “لو جورنال دو ديمانش”، حيث أشار إلى تراجع شعبية الرئيس 5 نقاط إلى 26 بالمائة، فيما يبقى رئيس وزرائه غابريال أتال أكثر شعبية محققا حوالي 40 بالمائة من التأييد ولو بتراجع 4 نقاط.