شدد خبراء أكاديميون، اليوم الخميس، على ضرورة تنظيم دورات تكوينية في مجال تدريس مادة القراءة لفائدة معلمي المرحلة الابتدائية بالمدارس العمومية، وذلك من أجل تذليل الصعوبات الكبيرة التي يتعرض لها التلاميذ في هذه المادة.
وأكدوا، خلال ندوة جهوية، انتظمت اليوم بتونس، حول تحسين مهارات تلاميذ المرحلة الابتدائية، “أن نتائج التقييمات الدولية والمحلية عاينت وضعا مثيرا للقلق فيما يتعلق بتدني مهارات التلاميذ التونسيين المنتسبين الى المدراس العمومية في مادة القراءة
وهو ما يستدعي إعادة النظر في طرق وآليات المعتمدة حاليا في تدريس هذه المادة في المدارس التونسية” وشدد الخبراء على “أن مادة القراءة تعد مفتاح جميع التعلمات ولا يمكن بدونها تحصيل أي معارف غير انها تدرس بطرق وآليات غير موحدة ترتكز غالبا على اجتهادات المعلم” وأضافوا “أن العديد من الأبحاث والدراسات الدولية الحديثة أثبتت أن تعليم هذه المادة بالاستناد الى تقنيات ومراحل علمية محددة يحقق نتائج مبهرة” ودعا المتفقد البيداغوجي في التعليم الابتدائي والمختص في علوم التربية منير مناعي، المعلمين بالتركيز أولا وأساسا على تدريب التلميذ على تعلم حروف اللغة كأصوات حتى يدرك مختلف التنوعات “الفنولوجية ” للغة وخاصة منها اللغة العربية التي من الممكن أن ينطق فيها الحرف الواحد ب 15 شكلا مختلفا، ومن ثمة الانتقال الى تعليمه الحروف كصور ليجد نفسه قادرا على ربط صوت الحرف مع صورته وبالتالي القراءة بطريقة سلسة.
ومن جانبه بين المساعد البيداغوجي للغة العربية، علي الفرشيشي، أن جمهور المدرسين في تونس غير متجانس من ناحية التكوين والمستوايات والقدرات البيداغوجية وهو ما يستدعي ضرورة العمل على تأليف وثائق وأدلة منهجية علمية موحدة تحدد الممارسة البيداغوجية في مجال تدريس مادة القراءة تكون لهم سندا للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه. واقترح الفرشيشي مراجعة الزمن المخصص لمادة القراءة في اتجاه مزيد توسيعه حتى يتسنى للمعلم تدريب تلاميذه بطريقة متأنية ومعمقة أكثر، الى جانب ايلاء أهمية اكثر للقراءة الجهرية على حساب الفهم خلال السنوات الأولى من التدريس ومراجعة منظومة التقييم والأعداد في هذه المستوايات في اتجاه اسناد عدد أكبر للقراءة الجهرية.
ومن جهتها بينت المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية، نادية العياري، أن وزارة التربية أنجزت العديد من التقارير والتقييمات الوطنية لتشخيص واقع تعلم القراءة في المرحلة الابتدائية وقامت على ضوء نتائجها بضبط خطة استراتجية لتذليل الصعوبات التي يتعرض لها التلاميذ في هذا الصدد.
وبينت أن الوزرة انطلقت في تنظيم دورات تكوينية لفائدة المتفقدين والمساعدين البيداغوجيين في مجال تعليم مادة القراءة على ان يقوموا بنقل معارفهم للمعلمين، كما أن الوزارة قررت أيضا تركيز نوادي للتهجئة والالقاء بالمدارس الابتدائية وذلك انطلاقا من السنة الدراسية 2024-2025 .
من جهته بين المدير العام للمركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي، إسكندر غنية، أنه من المنتظر أن يتمخض عن هذه الندوة التي ضمت ثلة من الباحثين والجامعيين والمتفقدين والخبراء الوطنيين والدوليين وثيقة توجيهية توضع على ذمة جميع الفاعلين التربويين والباحثين للاستناد عليها في أعمالهم المستقبلية لفائدة تعلم وتعليم القراءة للناشئة التونسية.
والجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أكدت في دراسات سابقة أن 72 بالمائة من التلاميذ التونسيين لا يجيدون القراءة بالعربية في حدها الأدنى والملاحظ ان الندوة الجهوية الأولى لتحسين مهارات تلاميذ المرحلة الابتدائية بتونس تنتظم ببادرة من المركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي باشراف وزارة التربية، تحت عنوان “تعلم القراءة من أجل التعلم “وذلك على امتداد 3 أيام.