أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مطارات مدنية سورية تشكل تهديداً للسلم والأمن في المنطقة والعالم، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأجهزتها المختصة الأخرى بتحمل مسؤولياتها في إدانة ووقف هذه الاعتداءات وضمان عدم تكرارها.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان: “حوالي الساعة الرابعة و50 دقيقة من بعد ظهر يوم أمس الأحد شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جوياً بالصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفة مطار دمشق الدولي وبعض المناطق في ريف دمشق، ما أدى إلى إخراج المطار مجدداً عن الخدمة، وذلك بعد ساعات فقط من إعادة تشغيله واستئناف حركة الملاحة منه وإليه، وكذلك تعطيل العمل الإنساني للأمم المتحدة من خلال وقف خدمات الطيران الجوي الإنساني التابعة لها في سورية”.

وأضافت الوزارة: “هذا العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف منشأة مدنية سورية هدفها الأساسي هو تخديم المواطنين الذين تضطرهم ظروفهم، كما هو الحال في كافة أنحاء العالم، للسفر خارج بلدانهم، يأتي خلال الشهرين الأخيرين مرتبطاً بالعدوان الوحشي على قطاع غزة، والذي لا يمكن اعتباره سوى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وعلاوة على ذلك فإن هذه الاعتداءات المتكررة على مطارات مدنية سورية تشكل تهديداً للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وانتهاكاً فظاً لاتفاق فصل القوات لعام 1974 وقرارات مجلس الأمن بما فيها القرارات 242 و338 و497”.

وشددت الوزارة على أن “هذا العدوان الهستيري يأتي في إطار سعي سلطات الاحتلال المأزومة لتصعيد الأوضاع في المنطقة ومواصلة سياسة الهروب إلى الأمام للتغطية على جرائمها وهزائمها وإخفاقها في تحقيق الأهداف التي أعلنتها لعدوانها الوحشي على غزة، وذلك على الرغم من ارتكابها أفظع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وأعمال الإبادة وحربها المتعمدة على التجمعات السكانية والمشافي والمدارس ودور العبادة والتي أدت إلى إزهاق أرواح ما يزيد على 14500 فلسطيني مدني جلهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى قتلها 103 من طواقم الأونروا وعشرات غيرهم من العاملين الإنسانيين وعمال الإغاثة، إلى جانب العشرات من الصحفيين والإعلاميين الذين وثقوا جرائم الكيان الصهيوني وأبرزوا مجددا حقيقته الوحشية أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن والرأي العام العالمي رغم سعي سلطات الاحتلال ورعاتها للتغطية عليها”.

وطالبت الخارجية الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأجهزتها المختصة الأخرى بتحمل مسؤولياتها في إدانة ووقف هذه الاعتداءات وضمان عدم تكرارها وكبح جماح آلة العدوان والقتل الإسرائيلية المنفلتة، مشددة على ضرورة وضع القرارات الأممية ذات الصلة موضع التطبيق بما يضمن إنهاء الاحتلال ووقف جرائم (إسرائيل) بحق أهالي الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان.

وختمت الوزارة بالقول: “تحذر سورية الكيان الإسرائيلي من مغبة هذه الاعتداءات على سوريا وفلسطين وجنوب لبنان، وسيرى أنه سيدفع ثمن حماقاته وتهوره”.

ومن جانبها، نددت روسيا، اليوم الإثنين، بالضربات الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق الدولي ووصفتها بأنها استفزازية وخطيرة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا إن الضربات التي شنتها إسرائيل أمس الأحد قد تؤدي إلى تفاقم التوتر في المنطقة المشتعلة بالفعل بسبب الحرب في غزة.

وأضافت زاخاروفا في بيان: “نندد بشدة بالهجوم الاستفزازي الأخير الذي شنته إسرائيل على منشأة مهمة للبنية التحتية المدنية في سوريا”.

وتابعت: “نحن على قناعة بأن مثل هذه الممارسة البغيضة محفوفة بعواقب خطيرة للغاية، لا سيما في سياق التفاقم الحاد للوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما ينتج عنه من زيادة في التوتر بالمنطقة”.

وتدهورت العلاقات بين روسيا وإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة، إن تسلط موسكو الضوء مرارا على معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين يئنون تحت الحصار الإسرائيلي، فضلا عن استضافتها وفدا من كبار مسؤولي حركة حماس.

وقالت صحيفة موالية للحكومة إن الضربات الجوية الإسرائيلية أمس الأحد أخرجت مطار دمشق عن الخدمة وأجبرت الرحلات الجوية القادمة إليه على تحويل مسارها إلى وجهات أخرى.