تحدث ناجون من فيضانات مدينة درنة الليبية عن أهوال الكارثة الطبيعية التي عصفت بالبلاد، مخلفة آلاف القتلى والمصابين والمشردين.

وتسببت العاصفة دانيال بفيضانات وسيول مميتة في العديد من بلدات شرق ليبيا. لكن درنة الساحلية، بمنازلها البيضاء ونخيلها، كانت الأكثر تضررا. وقال السكان إن الإشارة الوحيدة والتحذير الوحيد على قرب هذا الدمار كان دوي انفجار السدين. لكن لم يكن هناك نظام إنذار أو خطط إخلاء.

وفي هذا الصدد، قال محمد درنة (34 عاما)، وهو معلم وأب لطفلين، إنه أسرع مع أسرته وجيرانه إلى الطابق العلوي، وأنه شاهد في الخارج أشخاصا، بينهم نساء وأطفال صغار، تجرفهم المياه بقوة. وأمضت عائلة محمد ليل الأحد على سطح مسكنهم قبل أن يتمكنوا من المغادرة صباح الاثنين.
وأضاف في محادثة مع وكالة أسوشييتد برس عبر الهاتف، من مستشفى ميداني في درنة: “كانوا يصرخون متوسلين طالبين النجدة.. كان الأمر أشبه بفيلم رعب هوليوودي”.

وقال عامل الاغاثة عماد الفلاح من بنغازي الذي وصل إلى درنة يوم أمس الأربعاء، إن فرق البحث والإنقاذ تقوم بتمشيط المباني السكنية بحثا عن جثث أو ناحين، وانتشال الجثث التي أعادها البحر. وتظهر مقاطع فيديو وصور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي هذه المشاهد المؤلمة. وأضاف الفلاح: “هذه كارثة.. الجثث في كل مكان، داخل المنازل، وفي الشوارع، وفي البحر. أينما ذهبت تجد جثث رجال ونساء وأطفال”.

في غضون ذلك، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنه حتى يوم الأربعاء تسببت الفيضانات بتشريد 30 ألف شخص على الأقل، فر الكثيرون منهم إلى مناطق قريبة أقل عرضة للعاصفة. وأسفرت الأمطار الغزيرة التي هطلت على سفوح الجبال شديدة الانحدار، وهبطت على المدينة، عن أكثر من 5000 قتيل وآلاف المفقودين. ووصف الناجون ما حصل أنّه من أكثر الكوارث الطبيعية فتكا في تاريخ ليبيا الحديث.