ينتظر وصول موفد إسرائيلي الجمعة إلى قطر في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت تستمر الحرب بلا هوادة مع تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات قصف جديدة على قطاع غزة المحاصر والمدمر.
وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس من رئيس جهاز الموساد التوجه إلى قطر بعد طرح حركة حماس “أفكاراً” جديدة لوضع حد للحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على إسرائيل.
وينتظر وصول رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى قطر الجمعة حيث يتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أحد الوسطاء الرئيسيين في النزاع، على ما أوضح مصدر مطلع على المفاوضات.
وفيما لا تزال المباحثات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، تصطدم بمطالب الطرفين المتضاربة، ثمة مخاوف من أن يأخذ النزاع بعدا إقليميا مع التصعيد الحاصل عند الحدود بين لبنان والكيان الإسرائيلي.
فمنذ بدء الحرب قبل نحو تسعة أشهر، يتبادل حزب الله اللبناني المؤيد لحماس، وجيش الاحتلال الإسرائيلي القصف بشكل يومي عبر الحدود، وتزداد حدته تبعاً للمواقف والتصريحات.
وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الآن إلى استشهاد 38011 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
وبعدما تقدم إنطلاقا من الشمال، باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع في السابع من ماي، قدمت على أنها المرحلة الأخيرة من الحرب.
إلا ان المعارك تجددت في الأسابيع الأخيرة في مناطق عدة سبق للجيش أن أعلن سيطرته عليها ولا سيما حي الشجاعية في شرق مدينة غزة في شمال القطاع حيث باشر الجنود الإسرائيليون عملية برية في جويلية.
وفي جنوب القطاع أصدر الجيش الاثنين اوامر إخلاء في شرق رفح وفي خان يونس ما يزيد المخاوف من عمليات عسكرية جديدة واسعة. وفر عشرات آلاف الفلسطينيين مرة أخرى في القطاع المدمر بحثا عن ماء وطعام وملجأ.
وبالمجمل، يبلغ عدد النازحين من سكان قطاع غزة وفق الأمم المتحدة، 1,9 مليون شخص، أي 80 بالمئة من السكان.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن نقص الوقود يشكل خطرا “كارثيا” على النظام الصحي في غزة,
وكتب على موقع التواصل الاجتماعي إكس مساء الخميس، أن “90 ألف لتر من الوقود فقط دخلت غزة أمس (الأربعاء)”.
وميدانياً، أفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل تسعة أشخاص، أربعة منهم “جراء استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي منزلاً لعائلة البردويل في حي الدرج شرق مدينة غزة” فيما انتشل “جثمان الشهداء بسام خضر وزوجته وأبنائه الثلاثة بعد استهداف صاروخي اسرائيلي لمنزلهم بشارع غزة القديم في بلدة جباليا شمال قطاع غزة”.
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن شخصا قتل واًصيب ثلاثة آخرون “في قصف من طائرة مسيرة اسرائيلية شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة”. وأضاف أان مواطنا آخر قتل وأصيبت زوجته “في قصف صاروخي اسرائيلي استهدف منزلًا في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس” .
واندلعت اشتباكات مسلحة وإطلاق نار كثيف بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي في المناطق الشرقية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة على ما أفاد مصدر في حماس، فيما أشار شهود إلى أن الجيش الاسرائيلي نسف مباني سكنية في الحي.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة بإطلاق نار وقصف مدفعي اسرائيلي بشكل متقطع استهدف شمال غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
كذلك أفاد شهود عيان ان الطيران الإسرائيلي استهدف منزلا غير مأهول في بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة فضلا عن إطلاق قنابل الإنارة من قبل الجيش الاسرائيلي على المناطق الجنوبية الشرقية للمدينة.
واستهدف قصف مدفعي اسرائيلي منطقة النصر شمال شرق مدينة رفح، بالتزامن “مع توغل آليات الجيش في منطقة أبو حلاوة وأبو الحصين وأطراف منطقة النصر في شرق المدينة”، بحسب شهود عيان أيضا.
والخميس أعلن مكتب نتايناهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن “قراره إرسال وفد لمواصلة المفاوضات الهادفة إلى الافراج عن الرهائن” مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “إسرائيل مصممة على ان تنهي الحرب فقط في حال تحقيق كل أهدافها”.
وقال مسؤول أميركي كبير إنّ حماس طرحت مقترحات جديدة “قد تشكل الأساس الضروري للتوصل إلى اتفاق”، مع إقراره بأنّ “هذا لا يعني أنّ الاتفاق سيتمّ التوصل اليه خلال الأيام المقبلة”، لأنه “يبقى عمل كثير ينبغي القيام به حول بعض مراحل التطبيق”.
ولطالما أكد نتانياهو أنه يريد الاستمرار في الحرب حتى القضاء على حماس والافراج عن كل الرهائن. في المقابل تشترط حماس وقفا نهائيا لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة.