أعلن موقع شبكة NBC News الأمريكية في تقرير نشره أمس الجمعة 12 أفريل 2024، إن الرضيعة الفلسطينية “ملاك” وصلت إلى مستشفى الهلال الإماراتي (تل السلطان) في رفح، وهي لا تكاد تبلغ من العمر إلا بضعة أيام وكانت شديدة الهزال ولا يُعلم لها اسم ولا أهل.

ولم يعرف المسعفون إذا كان أهلها أحياء أم أمواتاً، فأبلغوا المستشفى بأنها “مجهولة الهوية”.

ويبلغ عمر “ملاك” الآن 6 أشهر، وتحظى بالرعاية في الجناح الطبي الذي تعمل به ولية أمرها بحكم الواقع، الممرضة أمل أبو ختلة.

وقالت الممرضة الفلسطينية لمراسلي “إن بي سي نيوز” في رفح “عايشنا قصصاً مروعة بسبب الحرب ومحنتها، ولكن قصة “ملاك” هي أشد هذه القصص تأثيراً.. فالأطفال الآخرون الذين وصلوا إلينا كان معهم في العادة أحد من ذويهم، أما ملاك فلم يكن معها أحد، وكان اسمها مجهولاً”.

الطفلة ملاك عُثر عليها دون أهلها في غزة

ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادر فلسطينية أن “ملاك” عُثر عليها عالقة في شجرة بالقرب من منزل عائلتها المدمر في وسط غزة، ويبدو أنها سقطت على أغصان الشجرة بسبب غارة جوية إسرائيلية قتلت أهلها في نوفمبر.

وقد نُقلت بعد ذلك إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة لتلقي العلاج، وقال الدكتور ناصر بلبل، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة في المستشفى، إن الحبل السري الذي كان متصلاً بملاك يشير إلى أنها كانت تبلغ من العمر يومين فقط “وقلنا لأنفسنا إن ملاكاً مَن أنقذها، فسمَّيناها ملاك”.

وعلى إثر اقتراب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مستشفى الشفاء، وما شهده المستشفى من انقطاع في التيار الكهربائي، وقلة الإمدادات، نُقلت ملاك و30 طفلاً آخر من الأطفال الخدج إلى مستشفى الهلال الإماراتي في رفح جنوب قطاع غزة، وهناك التقتها الممرضة أمل أبو ختلة لأول مرة، وبعد أن تسلم الأهالي رضيعين ونُقل الباقون إلى مصر للعلاج، لم تبقَ سوى ملاك وحيدة بلا أهل ولا اسم.

رعاية عائلية للطفلة 

وفي تصريح لـ”إن بي سي نيوز” قالت أمل الممرضة، “لقد كان للأمر أثر شديد في نفسي وازداد قربي من ملاك.. فطلبت الإذن من وزارة الصحة في غزة بأن تبقى معي، وقد وافقوا، فأخذتها إلى المنزل، ونذرت أن أرعاها وأدفع عنها آثار المحنة التي تعرضت لها وعائلتي تساعدني في رعاية ملاك، ونأتي لها بالحليب والحفاضات من المستشفى وهي في وضع جيد الآن من الناحية الصحية والاجتماعية”.

في حين كشف تقرير صدر حديثاً عن “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (اليونيسف)، أن في غزة 17 ألف طفل على الأقل انفصلوا عن ذويهم، أو لم يعد لهم أهل، بعد مقتلهم في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر.

وقال الدكتور محمد سلامة، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي في رفح، إن هناك كثيرين مستعدون لتبني الرضع الذين هم تحت رعايته، لكن العثور على أشخاص لرعاية الأطفال اليتامى أمر أصعب بكثير.