افتتحت صباح اليوم وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي فعاليات الدورة 51 للمهرجان الدولي للاسفنج بجرجيس الذي انطلق بخرجة بحرية تم خلالها تجسيد عملية صيد الاسفنج.
وجسد هذه العملية عدة من مراكب صيد ساهمت بها جمعية البحار التنموية لتنقل جماهير غفيرة تنتظر سنويا هذه الخرجة بشغف اعلانا عن موسم صيد الاسفنج وعن انطلاق موسم الاصطياف.
وانطلقت مراكب صيد كثيرة من ميناء الصيد البحري بجرجيس محملة بالجماهير وسط اجواء تنشيطية متميزة انتظمت بالميناء أمنتها الفرق الشعبية والدمى العملاقة والماجورات فامتعت الجمهور الذي تفاعل فغنى ورقص.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الشؤون الثقافية ان هذا المهرجان العريق تجاوز النصف قرن ليحافظ على مهارة وتقنيات صيد الاسفنج الذي يحمل قيمة استثنائية عالمية خاصة في طريقة صيده التقليدية، وهو ما يحفز على تقديم الدولة التونسية له كملف لتسجيله بقائمة التراث العالمي لليونسكو على غرار الملفات الاخرى المسجلة واخرها ملف الهريسة والمهارات والتقاليد المرتبطة بها.
ودعت حياة قطاط القرمازي الى ضرورة تثمين الاسفنح لاعطائه قيمته التقنية التاريخية ولاستكمال مكونات ملف الترسيم، الى جانب المكونات المادية الموجودة بالميناء من تقاليد صنع الشباك وغيرها من المهارات التي تناقلتها الاجيال ورسخت في الذاكرة الجماعية، مشيرة إلى اهمية دور المجتمع المدني للمبادرة وتقديم الطلب للجهات الرسمية لإدراجه ضمن قائمة التراث العالمي.
وعلى هامش هذه الزيارة أعربت وزيرة الشؤون الثقافية عن أملها لتمرير ملف ادراج جزيرة جربة في التراث العالمي هذه السنة بعد الرد على بعض الملاحظات التي وردت مؤخرا حول هذا الملف مبرزة سعي الدولة التونسية لحشد الدعم الدولي لتسجيل هذا الملف .
واضافت ان تسجيل جزيرة جربة في قائمة التراث العالمي سيثمنها وسيعطيها قيمة اكثر وخاصة بعد النجاح الباهر الذي حققته القمة الفرنكوفونية بجربة مؤكدة ان هذا التسجيل سيعود بالفائدة ليس على الجزيرة فقط بل على كامل ولاية مدنين وتونس عموما وعلى التراث الانساني، حسب تقديرها.
وعاينت وزيرة الشؤون الثقافية خلال زيارتها اليوم الى ولاية مدنين وضعية بعض المنشات الثقافية التي تشكو صعوبات ومنها دار الثقافة ابن شرف والمسرح بجرجيس لما يتطلبانه من تدخل على مستوى التهيئة والصيانة والقيام باجراءات الاختبار للتثبت من سلامة البناية معبرة عن انشغالها لعدم التقدم في هذه المنشات بما تستحقه من تدخل لتكون جاذبة للرواد.
واذنت الوزيرة بتركيز مركز او مخبر ابداعي بجرجيس ببناء خفيف يوفر التكنولوجيات الحديثة لاستقطاب الناشئة والشباب ويدربهم على استعمال الذكاء الاصطناعي في تصوير المعالم والترويج وغيرها، مؤكدة جهود الوزارة في تركيز هذه المخابر الابداعية لتكون حاضنة للمواهب ومؤطرة لذكائهم ومجهزة بتقنيات الواقع المعزز .
وتولت الوزيرة من جهة اخرى تدشين مشاريع جديدة عززت البنية التحتية الثقافية بالجهة ومنها المكتبة العمومية ببن قردان وقاعة السينما بمدنين مبرزة اهمية الثقافة والفن في بناء العقول السليمة وتحصين الشباب من المخاطر ومنها الهجرة غير النظامية وغيرها .
ودعت الى ضرورة الاستفادة من هذه المكاسب وتثمينها وتوظيفها التوظيف الامثل.