كلّلت أول عملية دقيقة في جراحة الأعصاب لاستئصال ورم حميد بمنطقة حساسة جدا بين العروق والأعصاب سريعة التلف لإمرأة في عقدها الخامس بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير بالنجاح، تحت إشراف رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب والمسؤول الوطني عن تكوين الأطباء المقيمين في جراحة الأعصاب في تونس مهدي درمول.

وكان الورم بمنطقة غابرة ودقيقة جدّا في الدماغ، ويعتبر حالة نادرة ويتطلب الوصول إليه واستئصاله اعتماد تقنية جانبي (تقريبا على مستوى الأذن)، ومعرفة دقيقة في التشريح نظرا لوجود الورم بين العروق والأعصاب الحساسة جدّا وسريعة التلف، وهو في ذات الوقت أمام جذع المخ ففي حالة وجود اي حركة يمكن ان يؤدي ذلك إلى موت المريضة، حسب ما بيّنه درمول في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء..

وتعدّ هذه العملية التي تواصلت من الساعة 11 صباحا إلى غاية الساعة 8 مساء، الأولى من نوعها في تونس، ويتطلب نجاحها تدريبا جيّدا مسبقا وهو أمر يعتبر هاما جدا بالنسبة لدرمول.

فبعد 27 سنة من ممارسة جراحة المخ والأعصاب، استطاع درمول بفضل الشراكة بين قسم جراحة الأعصاب وكلية الطب بالمنستير وكلية الطب بفلانسيا باسبانيا ومعهد الأعصاب ببوسيلي بايطاليا، تنظيم هذه العملية الجراحية الدقيقة ضمن الدورة التدريبية الأولى لتشريح الأعصاب والتي تتواصل يومي 5 و6 ماي 2023 تحت عنوان “تشريح قاعدة الجمجمة وطرق التدخل” في نسختها الأولى بالمنستير لفائدة الأطباء المقيمين، كما واكب أطباء من تونس والجزائر وليبيا العملية باعتبارها من الحالات النادرة جدّا.

وتتواصل غدا فعاليات الدورة التدريبية في كلية الطب بالمنستير مع محاضرات نظرية، واستعراض تقنيات عمليات جراحية على المخ أنجزها في الخارج كلّ من البروفيسور درمول والدكتور كليس كزادا من كلية الطب بجامعة فلانسيا باسبانيا، والدكتور باولو دي روسو من معهد الأعصاب ببوسيلي بايطاليا على اجسام غير حية (جثث) .

ويأمل رئيس قسم جراحة الأعصاب دعم المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير في ان يتوفر مخبر للتشريح لتدريب الأطباء المقيمين وللتكوين المستمر، وتطوير التشريعات ليمكن القيام بالتشريح على جثث حقيقية على غرار ما هو معمول به في العديد من دول العالم، ودعم قسم جراحة الأعصاب بتجهيزات عصرية وتهيئته، وإحداث وحدة ما بعد العمليات في قسم جراحة الأعصاب.

وسيكون للأطباء المقيمين وغيرهم خلال السنة القادمة موعد جديد مع الدورة التدريبية الثانية لتشريح الأعصاب فمن المهم تقريب التكنولوجيات الحديثة للأطباء الشبان في تونس لتكوين جيل جديد متمكن من الجراحة الدقيقة.