انتهت فعاليات القمّة 18 للفرنكوفونية بجزيرة أمس الثلاثاء 22 نوفمبر 2022 رسميا تاركة وراءها عديد الانطباعات الايجابية حول حسن التنظيم والاستقبال وأهمية المحاور والقضايا التي طرحت ضمن نقاشات اجتماع مجلس وزراء الفرنكوفونية في دورته 43 والمنتدى الاقتصادي الرابع لمنظمة الفرنكوفونية والجلسات الرسمية لمدة يومي19 و20 نوفمبر الجاري ولا يخفى أيضا ما شهدته الجزيرة من حضور مكثف بين رسمي وزوار جاؤوا من كل ولايات الجمهورية والخارج لحضور الفعاليات..
وسجلت القرية الفرنكوفونية التي احتضنت الأشغال الرقمية والثقافية والحفلات الفنية وورشات النقاش حول عدة مفاهيم تكنولوجية عالمية وغيرها حضور أكثر من 100 ألف زائر طيلة 10 أيام و500 رجل وامرأة أعمال تونسيين وأجانب و31 رئيس دولة وحكومة من بين 85 وفدا رسميا يضم أيضا أمناء عامين ورؤساء منظمات دولية ووزراء خارجية وثقافة وغيرهم.
وتميزت القمة الفرنكوفونية بجربة بإمضاء 6 اتفاقيات ومذكرات تعاون منها وثيقة إعلان تعاون بين الحكومة التونسية ممثلة في وزير التّربية فتحي السلّاوتي والحكومة الفرنسية ممثلة في وزيرة الخارجية ‘كاترين كولونا’ وسفير الاتّحاد الأوروبي ‘ماركيس كورنارو’، حول تنفيذ برنامج دعم المكتسبات اللغوية للتلاميذ.ووقت تونس ممثلة في وزير الإقتصاد والتخطيط سمير سعيّد ووزيرة الخارجية الفرنسية ‘كاترين كولونا’ اتفاقية تمويل بين تونس وفرنسا (الوكالة الفرنسية للتنمية) بقيمة 200 مليون أورو ستخصص لدعم الميزانية وذلك في إطار المساندة لتفعيل برنامج الإصلاحات، وذلك على هامش إنعقاد القمة الفرنكوفونية 18 بجزيرة جربة.
مركز للتكنولوجيا ومعهد للتحالف الفرنسي بجربة
كما وقع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، ووزيرة الخارجية الكندية ”ميلاني جولي”، على اتفاقية في مجال الشؤون الاجتماعية مع دولة كندا حول مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي تعيشها تونس جراء فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.وأمضت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع 3 جامعات من الكيبيك (كندا) اتفاقيّة إطاريّة تشمل البحث العلمي والابتكار، وذلك خلال منتدى حول التحديات الاجتماعية ورهانات البحث العلمي الفرنكوفوني في عصر الرقمنة، وهي اتفاقية تهدف إلى إرساء حركيّة لدى الطلبة والدكاترة الشبان لإعطائهم مزيد من الفرص للإبداع داخل تونس وخارجها.هذا وقد أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد أن هناك توجها بعث مركز لتنظيم الندوات والقمم في جربة بعد نجاحها في عدة فضاءات في احتضان قمة الفرنكوفونية .
وتم خلال فترة تنظيم القمة الفرنكوفونية من 13 إلى 22 نوفمبر الجاري افتتاح مركز ”أليف” للتكنولوجيا بمنطقة الرياض بجزيرة جربة، الرابع من نوعه بعد مركز سليانة والكاف وباجة ضمن برنامج “أليف” لإقامة 10 مراكز في الجهات الداخلية.وسيمكن هذا المركز نحو 1000 شاب سنويا من خدمات هذا المركز لتأهيلهم وتمكينهم من فرص عمل في مجالات واعدة واحداث المؤسسات الناشئة، كما سيقدم عدة أنشطة ثقافية للشباب والجمعيات عبر ما يوفره من فضاءات شاسعة بالنظر إلى مساحة المركز التي تقدر بنحو 6600 متر مربع.
تحالف فرنكوفوني ل12 سجل أعمال ودولة ناطقة بالفرنسية
في سياق متصل تم افتتاح المعهد الفرنسي “فيكتور هوغو” والتحالف الفرنسي بجربة من قبل ليلى سليماني الكاتبة والممثلة الشخصية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير التربية فتحي السلاوتي وسفير فرنسا بتونس أندريه باران ومدير وكالة التعليم الفرنسي بالخارج أوليفييه بروشيه ورئيس مؤسسة التحالفات الفرنسية ايف بيغو.
ويذكر أنّ معهد “فيكتور هوغو” الثانوي تأسّس سنة 2017 وأمّه في البداية 43 تلميذا ليبلغ عدد تلاميذه اليوم 400 تلميذ.وفي سياق متصل تم إعلان إنشاء تحالف فرنكوفوني يجمع 12 ممثلاً عن الدول وسجلات الأعمال في البلدان الناطقة بالفرنسية ، وبحسب مدير عام السجل الوطني للمؤسسات عادل سيعزز هذا التحالف مبدأ الشفافية في المعاملات الاقتصادية اللازمة للنمو الاقتصادي وسيؤسس لمزيد من الثقة في مشاركة المعلومات التجارية بهدف تحسين الاستثمار والتبادلات الاقتصادية في العالم الناطق بالفرنسية وتهيئة مناخ أعمال أكثر ملائمة للنمو الاقتصادي.
وتبقى للسلطات التونسية فرصة استغلال فرص جديدة للشراكة الاقتصادية والتي جاءت ضمن دعوات مباشرة طرحها ممثلوا عدد من الدول المشاركة ضمن أشغال المنتدى الاقتصادي واجتماع المجلس الوزاري وضمن اللقاءات الثنائية في القرية الفرنكوفونية لدعم حظوظ توفير تونس تمويلات أجنبية لعدد من الاستثمارات الهامة ومن بينها 15 مشروعا مبتكرا يهم قطاعات مستدامة هي رهان دول اليوم ومنها الاستثمار في الطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر وغيرها والتي تسعى تونس لبعثها لتوفير مواطن شغل جديدة ودفع التنمية في مخطط 2022/2030.