أكد وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، أن زيارته إلى الصين تأتي في إطار تعزيز التعاون الصحي بين تونس والصين، وتجسيدًا لاتفاق إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، وذلك عقب الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى الصين من 28 ماي إلى 1 جوان 2024.

وأوضح الفرجاني، في حديثه لمبعوث إذاعة موزاييك إلى الصين، أن مذكرة التفاهم التي وقعها مع “ليو سيشي”، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية، تخص مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان، والتي ستشكل قطبًا طبيًا وعلميًا متكاملاً، يهدف إلى تقديم خدمات طبية متطورة على المستويين الوطني والإقليمي.

مدينة الأغالبة: مركز طبي وتعليمي متكامل

وأشار وزير الصحة إلى أن المشروع يهدف إلى تطوير منظومة الرعاية الصحية من خلال إنشاء مستشفى جامعي يضم جميع التخصصات الطبية والجراحية، إلى جانب مركز للبحوث الطبية، ومؤسسات تعليمية متخصصة في الطب، الصيدلة، والإطارات شبه الطبية. كما سيتضمن فضاءً للصناعات الدوائية، مما يعزز من قدرة تونس على تصدير خدماتها الطبية.

تونس وجهة رائدة في السياحة العلاجية

وأضاف الفرجاني أن تونس تُعرف عالميًا بكفاءاتها الطبية، ما جعلها وجهة مميزة للسياحة العلاجية. وأشار إلى أن البلاد تحتل المرتبة الثانية عالميًا في هذا المجال، حيث استقبلت أكثر من 500 ألف مريض أجنبي سنويًا، وقرابة 2.5 مليون زائر للعلاج، وفق إحصائيات 2021، التي سيتم تحديثها قريبًا.

محرك اقتصادي وتنموي للوسط الغربي

وأوضح الوزير أن اختيار القيروان كموقع للمشروع سيساهم في تنمية منطقة الوسط الغربي، نظرًا لموقعها الاستراتيجي وقربها من الولايات المجاورة، مما يعزز دورها كقطب طبي وخدماتي وعلمي على المستوى الإقليمي.

نظام تحفيزي للحد من هجرة الأطباء

كما كشف الفرجاني عن إعداد نظام تحفيزي جديد يشمل كافة العاملين في القطاع الصحي، من أطباء وجراحين إلى ممرضين وتقنيين وإداريين، بهدف الحد من هجرة الكفاءات الطبية وتشجيع الأطباء العاملين في دول الخليج وأوروبا على العودة إلى تونس، مما سيساهم في تطوير المستشفيات الوطنية، وخاصة مشروع مدينة الأغالبة الطبية.